السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة ألحان النسمة الصغيرة الباردة
في الحارات الصغيرة ، تمتد الشوارع الكثيرة مسافة ، ثم تنتهي
الهواء الذي يملأ تلك الشوارع القصيرة..
يحرك الهواء الغبار وبقايا الأوراق .. والروائح الطائرة من الأكوام المتروكة ..
هذا الهواء يخرج من شارع صغير ، إلى شارع ، إلى شارع ..
يدور في الشارع ، ماشيا على مهل ، ملتفا ، و ملتويا .. حتى يصرفه جدار ما ، فيتكوم قليلا .. وتسقط الأوراق منه ، وتتكوم مخشخة ..
كانت النسمة الصغيرة الباردة من ضمن الحزم الطائرة مع هذا الهواء .
دارت النسمة الصغيرة الباردة معه .. حملت أوراقا .. مبتعدة عن الروائح ..
أسرعت .. الروائح تلحقها ..
وعندما تكوم الهواء وسط الحارة مرة أخرى ، أمام جدار ، تحت تلك الشجرة ..
لم تستطع النسمة الصغيرة الباردة أن تستقر .. دارت ودارت، ثم طارت بسرعة ، وهي تقول :
- لأخرج من هذا الجو الخانق !!
فرت ، لكن الجدار الكبير الواقف صدمها ، تلوت متألمة ، وانحدرت حتى استقرت في الظل ..
كانت أوراق الشجرة الكبيرة تحدق بها وهي واقفة منتظرة ..
هبت النسمة الصغيرة الباردة إلى الأغصان ، و هفهفت بين ثنايا الأوراق الخضراء فرحة ..
فرحت الأوراق و تحركت بطرب ، وأصدرت ألحانا صغيرة وجميلة كالغناء ..
توافدت العصافير : من الجدران القصيرة ، من الشقوق ، من فوق سعف النخيل اليابسة ، من السطوح حيث تخبئ أعشاشها ، من كل مكان ..
جاءت العصافير ، و حطت على الأغصان ..
توقف رجل محني الظهر ، و رفع عينيه الصغيرتين إلى أوراق الشجرة التي تعزف ألحانها .. شاهد العصافير الفرحة
ومن نافذة قريبة أطلت فتاة صغيرة بضفيرتين طويلتين ، وعينين ذكيتين ، كانت تبتسم ، وهي تشرع النافذة للهواء ..
نور الشمس الناعم أخذ يتماوج من بين الأغصان مطاردا قطع الظل المرحة ..
ازداد فرح النسمة الصغيرة الباردة ، وتمدد جسمها و اتسع ..
تراقصت الأشجار الأخرى القريبة واهتزت ..
طربت النسمة ، ولوحت بمناديلها البراقة ، وانطلقت من فوق الجدران ..
ماجت في الشوارع ..
وانطلقت إلى الحقول ..
كانت أسراب العصافير تتبع النسمة الباردة وهي تكسو الأشياء ..
وهاهم الأطفال اللاعبون يجرون خلفها ..
وأوراق الأشجار تلتفت ..
حتى المياه .. مياه البرك النائمة اختضت و تماوجت فرحة ..
الرجل العجوز يهمس باسما : يا لهذه النسمة الصغيرة الباردة !!
قصة ألحان النسمة الصغيرة الباردة
في الحارات الصغيرة ، تمتد الشوارع الكثيرة مسافة ، ثم تنتهي
الهواء الذي يملأ تلك الشوارع القصيرة..
يحرك الهواء الغبار وبقايا الأوراق .. والروائح الطائرة من الأكوام المتروكة ..
هذا الهواء يخرج من شارع صغير ، إلى شارع ، إلى شارع ..
يدور في الشارع ، ماشيا على مهل ، ملتفا ، و ملتويا .. حتى يصرفه جدار ما ، فيتكوم قليلا .. وتسقط الأوراق منه ، وتتكوم مخشخة ..
كانت النسمة الصغيرة الباردة من ضمن الحزم الطائرة مع هذا الهواء .
دارت النسمة الصغيرة الباردة معه .. حملت أوراقا .. مبتعدة عن الروائح ..
أسرعت .. الروائح تلحقها ..
وعندما تكوم الهواء وسط الحارة مرة أخرى ، أمام جدار ، تحت تلك الشجرة ..
لم تستطع النسمة الصغيرة الباردة أن تستقر .. دارت ودارت، ثم طارت بسرعة ، وهي تقول :
- لأخرج من هذا الجو الخانق !!
فرت ، لكن الجدار الكبير الواقف صدمها ، تلوت متألمة ، وانحدرت حتى استقرت في الظل ..
كانت أوراق الشجرة الكبيرة تحدق بها وهي واقفة منتظرة ..
هبت النسمة الصغيرة الباردة إلى الأغصان ، و هفهفت بين ثنايا الأوراق الخضراء فرحة ..
فرحت الأوراق و تحركت بطرب ، وأصدرت ألحانا صغيرة وجميلة كالغناء ..
توافدت العصافير : من الجدران القصيرة ، من الشقوق ، من فوق سعف النخيل اليابسة ، من السطوح حيث تخبئ أعشاشها ، من كل مكان ..
جاءت العصافير ، و حطت على الأغصان ..
توقف رجل محني الظهر ، و رفع عينيه الصغيرتين إلى أوراق الشجرة التي تعزف ألحانها .. شاهد العصافير الفرحة
ومن نافذة قريبة أطلت فتاة صغيرة بضفيرتين طويلتين ، وعينين ذكيتين ، كانت تبتسم ، وهي تشرع النافذة للهواء ..
نور الشمس الناعم أخذ يتماوج من بين الأغصان مطاردا قطع الظل المرحة ..
ازداد فرح النسمة الصغيرة الباردة ، وتمدد جسمها و اتسع ..
تراقصت الأشجار الأخرى القريبة واهتزت ..
طربت النسمة ، ولوحت بمناديلها البراقة ، وانطلقت من فوق الجدران ..
ماجت في الشوارع ..
وانطلقت إلى الحقول ..
كانت أسراب العصافير تتبع النسمة الباردة وهي تكسو الأشياء ..
وهاهم الأطفال اللاعبون يجرون خلفها ..
وأوراق الأشجار تلتفت ..
حتى المياه .. مياه البرك النائمة اختضت و تماوجت فرحة ..
الرجل العجوز يهمس باسما : يا لهذه النسمة الصغيرة الباردة !!